العالم يأكل عيش على أثارنا!

هل شعرت بالإحباط أو الضيق من افتتاح المتحف المصري الكبير، أو سمعت عن بعض الانتقادات والملاحظات؟ قبل أن تستسلم لهذا الشعور، دعني آخذك في جولة سريعة حول العالم لترى كيف ينظر الآخرون إلى إرثنا وحضارتنا.

من “حجرين” في كرواتيا إلى أعظم الآثار في العالم

في مدينة مثل “سبليت” في كرواتيا، قد تجد مجرد “حجرين” أو معلماً سياحياً بسيطاً لا يكاد يُرى، يزوره السياح كرمز للمحبة والسلام. بالمقابل، في نفس المدينة، تجد تمثالاً ضخماً لأبي الهول (سفنكس)، وهو قطعة هامة جداً من تاريخنا، يحظى باهتمام الزوار بشكل مضاعف!

هذا المشهد ليس استثناءً، بل هو القاعدة:

  • إسطنبول: مسلتنا المصرية الجميلة تقف شامخة تزين الميدان بجوار آيا صوفيا وجامع محمد الفاتح.
  • باريس: في ميدان الكونكورد الشهير، تقف مسلتنا المصرية كنقطة محورية، أمام متحف اللوفر المليء بقاعات كاملة للآثار المصرية.
  • موسكو: في متحف بوشكين، أهم متاحف المدينة، رأيت بأم عيني الزحام الهائل لمشاهدة القاعة المخصصة للآثار المصرية.
  • عواصم أخرى: حجر رشيد في بريطانيا، وتمثال رأس نفرتيتي الذي قامت عليه شهرة متحف برلين.

في كل مكان سافرت إليه، لم أجد مكاناً يخلو من مصر. والأهم من ذلك، لم أقابل أحداً عرف أنني مصري إلا وأفاض في قصائد الإعجاب والحديث عن عظمة مصر وتاريخها، سواء زارها وتمنى العودة إليها، أو لم يزرها بعد ويتوق لزيارتها.

رسالة للمُحبطين: نحن أصل الحضارة

نحن يا أصدقائي، لدينا أصل الحضارة وأصل كل شيء. فلماذا نيأس أو نحبط من خطوة إيجابية ضخمة مثل افتتاح المتحف المصري الكبير؟

هذه حقائق يجب أن نتذكرها ونفتخر بها:

  1. دول بلا تاريخ تصنع مزارات: هناك دول لا تملك جزءاً بسيطاً من إرثنا، وتنجح في “صناعة” مزارات عجيبة من العدم، وتجلب لها ملايين الدولارات من السياح. ونحن، أصحاب التاريخ، يجب أن نكون أول من ينجح في ذلك.
  2. رد الجميل لأثارنا: العالم كله “يأكل عيش على قفانا” من آثارنا المسروقة، وتجني المتاحف العالمية ملايين الدولارات بفضل وجود قطعنا الأثرية لديها. أليس من حقنا أن نفرح ونفتخر عندما نجمع أهم آثارنا في مكان واحد أصبح أكبر متحف في العالم؟
  3. سواعد مصرية خالصة: الأهم من كل شيء، أن هذا الصرح العظيم بُني بالكامل بسواعد وعقول مهندسين وعمال مصريين، دون تدخلات أجنبية. فيجب أن لا نبخس حق هؤلاء الذين أخرجوا لنا تحفة معمارية مهمة كهذه.

الطريق إلى صدارة السياحة العالمية

إذا أخطأنا، فلنصحح. إذا كانت هناك مصاريف زائدة، فليكن التركيز على الاستثمار الناجح. الآن وقد أصبح لدينا صرح عالمي فأكيد سيغطى مع الوقت تكاليفه وسيكون مصدر دخل ضخم للبلد بإذن الله.

كل ما اتنمناه أن نبدأ فى إدارة ملف السياحة المصرية بنفس الإحترافية التى تم بها إنشاء المتحف المصري الكبير، إذا تم ذلك، فستصبح مصر الأولي عالمياً فى قائمة الوجهات السياحية الأكثر زيارة، والذى هو من المفترض أن يكون مكانها الطبيعي.

فلنفرح لأنفسنا، ولنفخر ببلدنا، ولنصبر على إتمام هذه الخطوة الممتازة!

ودمتم مسافرين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *